أنت هنا

الأخبار

مؤتمر دولي بـ"جامعة مسقط" يستعرض الأبعاد العملية والعالمية في التعليم العالي

افتتحت وزيرة التعليم العالي معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية، أمس المؤتمر الدولي "الأبعاد العملية والعالمية في التعليم العالي: تبادل الرؤى والخبرات" والذي تنظمه جامعة مسقط بحضور رئيس مجلس إدارة جامعة مسقط خليل بن عبدالله الخنجي، ورئيس مجلس الأمناء وفريق الإدارة التنفيذية للجامعة الدكتور جمعة بن علي آل جمعة، وعدد من المختصين والمهتمين.

 

ويعد المؤتمر أولى المبادرات الدولية التي تنظمها الجامعة لهذا العام ويستقطب 300 ممثل من الجهات الحكومية ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة في السلطنة ووفدا رفيع المستوى من الخبراء الدوليين والشركات ووسائل الإعلام.



ويتمحور المؤتمر الذي يمتد لمدة يومين ويأتي في إطار تنموي للبحث عن حلول لأسباب ضعف المكون العملي في البرامج الدراسية في السلطنة الأمر الذي تجمع عليه الجهات الحكومية ومؤسسات التوظيف العامة والخاصة، فضلا عن مناقشة أسباب غياب السمات العالمية في النظام التعليمي وصولا إلى خارطة طريق للتغلب على مكامن الضعف وإيجاد الحلول المناسبة لها.



وأشادت وزيرة التعليم العالي معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية بالدور الذي تلعبه مؤسسات القطاع الخاص التعليمية ومساهماتها بقولها: "يعد قطاع التعليم عموما، والتعليم العالي على نحو خاص ضليعا في المساهمة في قضايا التنمية، وداعما رئيسا في تزامن المجتمعات مع متطلبات وتحديات التغير الاجتماعي والنمو الاقتصادي الذي تحدثه الثورات التقنية والمعرفية بوتيرة متسارعة محدثة معها نقلة نوعية وكمية في أساليب التفكير وآليات الإنتاج ونوعية المنتجات الفكرية والثقافية والعلمية المتعددة في شتى المجالات".



مؤكدة في الوقت نفسه على أهمية المؤتمر وتوقيته بقولها: «وقد جاء مؤتمر الأبعاد العملية والعالمية في التعليم العالي تبادل الرؤى والخبرات بجامعة مسقط في توقيت نرى فيه المتغيرات العالمية على مختلف الأصعدة، والمناداة باستثمار الطاقات الشابة المبدعة وتعزيز نشوء الشركات المتوسطة والصغيرة وإنتاج الأفكار المبتكرة لخلق فرص عمل جديدة في طور الأتمتة المستحدثة والتي جعلت سوق العمل يتضاءل عقدا إثر عقد والتعامل مع تحديات المناخ والبيئة والتزامن مع الثورة الصناعية الرابعة ليجعل المؤسسات الجامعية في مختلف بلدان العالم أمام تحديات جادة وقرارات صارمة لخلق سياسات جديدة واطر وبرامج دراسية في الجامعات تتواكب مع الاحتياجات الراهنة والمستقبلية.



وأضافت معاليها قائلة: "وكل ما أسلفنا ذكره يجعل تبادل الرؤى والخبرات وسيلة وأداه جادة ودقيقة لتحقيق الطموحات المرجوة مستقبليا من جراء العملية التعليمية، وفي الختام فإن النهج السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – كان هو المنشأ الأصيل لكل ثمرات قطاع التعليم العالي التي تشكلت في هيئة صناعة القرار التعليمي والسياسات التعليمية، والتحسينات التنموية على القطاع، متقدمين بالشكر والتقدير للقائمين على المؤتمر بجامعة مسقط والمشاركين فيه، آملين أن تنبثق عنه عدد من التوصيات التي يمكن أخذها محل التطبيق".



من جانبه قال رئيس مجلس أمناء جامعة مسقط الدكتور جمعة بن علي آل جمعة "المؤتمر أداة ربط تجسد العلاقة الوثيقة والشراكة الحقيقية التي ينشدها المؤسسون والمجتمع من قيام جامعة مسقط، عبر الارتقاء بجودة التعليم العالي من ناحية، ومن ناحية أخرى المشاركة البناءة في حلحلة القضايا المجتمعية ذات الطابع التعليمي للخروج برؤى عصرية تأخذ من متغيرات الوضع الراهن وتستوعب المستجدات المستقبلية وتمكننا من بناء شراكة خلاقة مع مختلف مكونات البيئة الاقتصادية بالسلطنة".



وأضاف رئيس مجلس الأمناء جامعة مسقط بقوله: "المؤتمر يأتي مكملا لدراسات استقصائية وضعت من قبل جهات ذات مصداقية تؤكد وجود حاجة ماسة وملحة لبحث قضايا التعليم من منظور دولي يمكن البناء عليه خدمه لمنظومة التعليم العالي بالسلطنة، وفي هذا النطاق أخذت الجامعة على عاتقها زمام المبادرة وبمشاركة طيف واسع من الأكاديميين والأساتذة المشاركين من داخل السلطنة ونخبة مختارة من الخبراء الدوليين والعمل على فرز هذه القضايا على مدار الأيام القليلة القادمة سعيا للخروج بمنظومة متكاملة من التوصيات تخدم المظلة التعليمية الخاصة أولا وتمهد له الطريق نحو المزيد من الارتقاء والتكامل والجودة المنشودة من قبل المؤسسات المستقبلة والمستوعبة لمخرجات قطاع التعليم العالي الخاص".



وانطلق المؤتمر بكلمة افتتاحية قدمتها رئيسة الجامعة البروفيسورة يسرى بنت علي المزوغي قالت فيها : "تتظافر الجهود اليوم لبحث محاور في غاية الأهمية وحيوية تمس العملية الأكاديمية برمتها وتعمل على تبني رؤى جديدة من شأنها الرقي بالعملية الأكاديمية ومضامينها كالتعليم العملي والتدريب المهني وسبل تطوير مهارات وإمكانات الخريجين، كذلك محور العالمية ودورها وطرق استدامتها والذي بات عاملا أساسيا في مقابلة احتياجات الأسواق من حيث صناعة جيل قادر على الانسجام مع التغيرات المختلفة، مؤتمر جامعة مسقط يستقطب خبراء محليين ودوليين بأكثر من 200 مشارك من مختلف المؤسسات من داخل وخارج السلطنة للخروج بمنظومة طموحات تتناسب مع التطور الذي يشهد التعليم العالي بالسلطنة".



من جانبه تحدث الرئيس التنفيذي لمؤسسة ضبط جودة التعليم العالي البريطانية دوجلاس بلاك ستوك في كلمة له بالمؤتمر وقال: "العالم اليوم بحاجة إلى المزيد من الشراكات في مجال ضبط جودة التعليم العالي ولقد أصبح ربط التعليم باحتياجات المجتمع الاجتماعية والاقتصادية أحد أهم مؤشرات الجودة فالتعليم في نهاية الأمر يسعى لتلبية احتياجات الفرد والمجتمع، كما أن ثورة الاتصالات والمعلومات في عالم اليوم جعلت التحديات التي نواجهها متشابهة إلى حد بعيد رغم اختلاف السياقات الوطنية على المستوى الثقافي، وهذا المؤتمر الذي تنظمه جامعة مسقط يعتبر فرصة من فرص تنمية الشراكات الدولية في هذا الإطار" مضيفا بقوله: "واضح أن المؤتمر تم تنظيمه بأسلوب رائع يراعي إشراك كافة المشاركين من قطاع التعليم في سلطنة عمان ولا شك لدينا في أنه سيكون ذا أثر إيجابي في تمكين المنظومة التعليمية من تحقيق أهدافه بصورة أفضل من خلال تعزيز ارتباط التعليم بمؤسسات الإنتاج ووضع التعليم العالي العماني على خارطة التعليم العالي العالمي".



ودعما لأهداف المؤتمر الدولي وإبراز التحديات التي تواجهها المنطقة في مجال التعليم العالي وضرورة ربط مخرجات التعليم العالي بسوق العمل بشكل وثيق بما يواكب احتياجات أسواق العمل من مهارات أساسية ومتخصصة وتدريبية بغية نشر التوعية بهذه التحديات وتطوير آلية التغلب عليها حظي المؤتمر برعاية من قبل كبرى شركات القطاع الخاص ممثلة في الشركة العمانية للاتصالات "عمانتل" وشركة "المها لتسويق المنتجات النفطية" و"اللجنة التنسيقية لمؤسسات التعليم العالي الخاصة" ووزارة التعليم العالي.



وشملت أجندة جلسات اليوم الأول من المؤتمر طرح عدد من أوراق العمل والمباحث تناولت المحورين الأول والثاني بعنوان: "اتجاهات التعليم العالي خلال السنوات العشر الماضية والسنوات العشر القادمة" و"تبادل الرؤى حول الشهادات المهنية ممن منظور الأطراف المعنية"، ورفعت الجلسة بعد فقرة الأسئلة والأجوبة ومداخلات الجمهور وبعد أن جرى فرز المداولات وتحليل المشاركات عبر تقنيات التصويت الإلكتروني لاستخلاص النتائج والحقها ضمن التوصيات التي من المقرر إعلانها يوم غدا الإثنين.



كما سيتناول المشاركون والحضور في اليوم الثاني مناقشة وبحث المحورين الآخرين وهما مقارنة وجهات النظر حول البرامج الدراسية ذات تدريب عملي لعام كامل بين سوق العمل والمؤسسات الأكاديمية ومحور التحديات المتصلة بالعالمية في مؤسسات التعليم العالي: وجهات نظر من مختلف دول العالم على أن تختتم فعاليات اليوم الثاني بإقرار التوصيات على شكل خارطة طريق.



يشار إلى أن جامعة مسقط وانسجاما مع التوجهات والسياسات التعليمية من قبل وزارة التعليم العالي والمجلس العماني للاعتماد الأكاديمي وانطلاقا من حرصها على تخريج أجيال من العمانيين وغيرهم قادرة على الالتحاق بأسواق العمل مباشرة بكفاءة وذلك من خلال تبني مختلف استراتيجيات ربط برامجها وأنشطتها ببيئات الأعمال المختلفة يتجسد ذلك على سبيل المثال في ريادتها لمبدأ تخصيص عام أكاديمي كامل للتدريب العملي ضمن برنامج البكالوريوس لديها، وتوجهها نحو طرح برنامج الدكتوراه المهنية "DBA ".



جدير بالذكر بأن جامعة مسقط عمدت منذ إنشائها على تبني قضايا ذات الاهتمام المجتمعي وقطاعات التعليم والمؤسسات الإنتاجية الرافدة للاقتصاد العماني من خلال الحرص على تجويد المكون التعليمي الجامعي والتركيز على مخرجاته سعيا لتحقيق التوقعات المجتمعية المنشودة ويلبي أولويات سوق العمل وغيرها من المسائل ذات الارتباط بالعملية التنموية من خلال عقد الندوات والمؤتمرات معززة بالبحوث والدراسات العلمية والتحليلات الأكاديمية المتخصصة سواء من داخل الجامعة أو عبر شركاء من القطاع المحلي وبالشراكة مع خبراء دوليين.

 

URL:

https://www.shabiba.com/article/233182